نستبين الحدث، نفتش عن حقيقته، نرقم ونكمم ونحلل مخرجاته... الحدث أولاً بأول
اتصل بنا خريطة الموقع من نحن رأيك يهمنا شارك الموقع
أدوات تفاعلية




هجرة العقول... الأسباب والعلاج
تدور رادارات الرصد المجتمعي، ومنها بطبيعة الحالة مجساتنا الرقمية ومتابعاتنا العلمية الى رصد تفاقم كبير وخطير لظاهرة هجرة الكفاءات العلمية، فما أن يسمع الفرد منا كلمة الحرب حتى ينصرف ذهنه الى هجرة الكفاءات العلمية من بلده كمتلازمة اجتماعية للحرب، وأثر مباشر لها.
وقد عانى العراق من هذه الهجرة طوال العقود الأربعة الأخيرة، كنتيجة لما عاناه ويعانيه من حروب، بعضها بالوكالة ليس إلا، وبعضها قد جُر اليها مرغما.
وقد تسارعت وتيرة هجرة الكفاءات من العراق بحثا منها عن بلاد تحتضن الكفوئين وتقدر قيمتهم او تعطيهم على قدر ما يملكوا.
وهجرة الكفاءات هذه من أخطر أنواع الهجرات التي تعاني منها البلدان النامية ومنها العراق، فما أن يبدأ بلد من هذه البلدان بمرحلة التخطيط للنهوض بواقعه، نجده يتعرض لمرحلة نزوح وهجرة لكفاءاته، وهو ما يجعل منه في نقص كبير في الكفاءات وحاجة فعلية للقوى المؤهلة لبنائه وفي مختلف المجالات، وحينما نقول نقص لا يعني هذا بالضرورة عدم وجود كفاءات بل نقصد افتقاره للكفاءات النوعية.
ويرى المتتبع منا لإحصاءات اليونيسكو بأن الخسارة الاثمن في الحروب هي خسارة الانسان الكفوء، وقد يصاب المطلع بالذهول حينما يعلم بأن نصف الأطباء وخمس المهندسين والعلماء من العرب يهاجرون صوب اوربا وغيرها، وان أكثر من نصف الطلبة الذين يدرسون خارج بلادهم العربية لا يعودون اليها.
محليا... يعتبر العراق أكثر البلدان طرداً للكفاءات من بين دول الإقليم، ففي زمن النظام البائد (فترة تولي صدام حسين لرئاسة جمهورية العراق) تعرض الكثير من العلماء للقمع والتنكيل والتعذيب والتصفية والنفي، ففي فترة السبعينات حسب ما ذكر في أحد المجلات العلمية ان (2000) طبيب عراقي يعلمون في مستشفيات بريطانيا!، ولا نعلم كم بلغ عددهم في يومنا هذا سواء في بريطانيا او في غيرها من البلدان.اما من الفترة الممتدة بين عامي (1991ـ 1998) م فقد هاجر قرابة (7350) عالماً، أما بعد سقوط ذلك النظام تعرض جزاً اخراً للتصفية، على يد عصابات منفلتة، حتى ناهز من تم تصفيته الى ما يقارب (246) عالما، فيما هاجر (2000) عالم إلى خارج العراق، وما تزال الهجرة مستمرة الى يومنا هذا، بحثا عن الامن وتحقيق الطموح العلمي، وهو ما يتطلب تظافر الجهود ومن جميع الجهات، لخلق بيئة آمنة ومشجعة ومستقرة تحتوي هذه الكفاءات وتطورها وتدعمها، بل وتعود بالمهاجرة منها؛ باعتبارها عماد رقي البلد ورفعة شأنه.
2019-09-23



الحقوق محفوظة لمركز الكفيل للمعلومات و الدراسات الاحصائية