لا تقلق... تبرع بدمك مهما كانت فصيلته

اعلم قبل غيرك، ووسع مداركك الصحية والطبية، خصوصا تلك التي تخص دمك، فلعلك تحتاج لذلك في موقف ما.ففي ظل زمن سائد بالتغيرات الكبرى والمتسارعة، خصوصا في المجال الطبي، فقد توصل فريق من العلماء الى طريقة تمكنهم من تحويل جميع أنواع الدم الى نوع واحد يتماشى مع جميع المرضى، وذلك من خلال استخدام المكروبات الموجودة في الأمعاء البشرية، وهو اكتشاف قد ينقذ الالاف من البشر.

هذا ما حدث بالفعل من خلال فريق من العلماء البريطانيين من جامعة كولومبيا، وتمكنهم من تحويل جميع أنواع فصائل الدم الى فصيلة محددة، وبالتالي فقط حولوا فصائل (A) و(B) و(AB) الى فصيلة (O)، ما يعني أن بإمكان أي شخص منح دمه الى أخر بغض النظر عن الفصيلة التي يحملها.

وجاء هذا الاكتشاف بالاستفادة من تباين أنواع الدم الناتج عن اختلاف أنواع السكر الموجود على سطح كرياته الحمراء في حين لا تمتلك فصيلة (O) أي سكريات.

وقد توصل العلماء الى إن بعض الانزيمات يمكنها إزالة السكريات الموجودة في فصائل (A) و (B) و (AB) وتحويلها الى نوع (O)، لكنهم لم يجدوا إنزيما آمنا وفعالا واقتصاديا، إلا في الأمعاء.

من جهة أخرى، فقد أثبت هؤلاء العلماء احتواء الجهاز الهضمي البشري على السكريات نفسها الموجودة في خلايا الدم، كما أن الإنزيمات البكتيرية الموجودة في البراز البشري تجرد السكريات من البطانة للمساعدة على الهضم، وقد تمكن العلماء من عزل هذه الإنزيمات واستخدامها لتجريد الدم من السكريات بطريقة فعالة أكثر من أي إنزيم آخر، لكنهم لم ينشروا نتائج اكتشافهم الا في ورقة بحثية واحدة من خلال مجلة (Nature Microbiology)، على أمل قيامهم بخطوة مستقبلية اكثر جراءة، وذلك من خلال اختبار هذا الإنزيم ضمن إطار سريري علمي بغية معرفة ما إذا كان هناك أي آثار جانبية لهذا الإجراء، ما يعني إن مستقبل التبرع بالدم سيتغير نحو الأفضل.

2019-06-22