التحول الديموغرافي (Demographic transition):
التحول الديموغرافي (Demographic transition): هو مصطلح يمثل نظرية وضعت في عام (1929) من قبل الديموغرافي الأمريكي "لاندري"، بعد أن لاحظ ثمة تغيرات او تحولات واضحة في معدلات المواليد والوفيات في المجتمعات الصناعية على مدى الـ (200) سنة الماضية، جعلت من تعداد السكان في معظم البلدان المتقدمة ينخفض الى المرحلة الثالثة او الرابعة، في حين إن الغالبية العظمى من البلدان النامية قد زاد سكانها وصولا للمرحلة الثانية او الثالثة في النمو.
لذا فأن لاندري قد لخص نظرية خاصة بالمراحل المتعاقبة التي تمر بها المجتمعات البشرية وانتقالها من نظام ديموغرافي (تقليدي) يجمع بين ولادات ووفيات مرتفعة الى نظام ديموغرافي (عصري) يجمع بين ولادات ووفيات منخفضة.والتحول الديمغرافي هو الانتقال من ارتفاع معدلات الولادات والوفيات الى انخفاض معدلات الولادات والوفيات في بلد يتطور من عصر ما قبل الثورة الصناعية والزراعية الى النظام الاقتصادي، فهو الأنموذج الذي يصف التغّير السكاني على مر الزمن لأنه يقوم على تفسير التغيرات الملحوظة أو التحولات في معدلات المواليد والوفيات لمجتمع ما من مرحلة يكون فيها معدلي المواليد والوفيات عاليين (مرحلة ما قبل التحول) الى مرحلة يكون كليهما منخفضين (مرحلة ما بعد التحول).
وتنص هذه النظرية على إن التغير الاقتصادي والاجتماعي الذي صاحب الثورتين الزراعية والصناعية، قد أدى الى انخفاض كل من معدلي الولادات والوفيات على حد سواء، ومن ثم انخفاض معدل النمو السكاني، اذ يؤدي التطور الاقتصادي والاجتماعي وما يحدثه من تحسن في مستوى المعيشة، وارتفاع دخل الفرد الى انخفاض النمو السكاني من خلال خفض الوفيات أولاً ثم الخصوبة لاحقاً، أي ان معدل نمو سكان مجموعة معينة يميل الى الاستقرار في أي وقت يتم فيه إحراز مستوى معين من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتوصلت نظرية الانتقال الديموغرافي الى حد ما، لتحديد العلاقة بين التنمية الاقتصادية والتغير السكاني، فهي تعكس التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي شهدتها المجتمعات البشرية عندما اتجهت نحو سكنى المدن والتصنيع، فجاءت هذه النظرية كوسيلة لشرح وتفسير الاتجاهات الديموغرافية في أوربا التي لم تتطابق مع آراء مالثوس وقد هيمنت على الجزء الرئيس من فكر الديموغرافيا الاجتماعية.
من جهة أخرى، فأن الانتقال الديموغرافي إنما هو حقبة زمنية تطول مدتها او تقصر بحسب الحالات، وتتحول اثناءها المعطيات الديموغرافية لمجموعة سكانية ما، وتتعدد اشكال الانتقال وتتحدد بطول مدته الكلية وبمدة كل مرحلة من مراحله ولا تقل مدة الانتقال عن (40) سنة، أي ما يعادل جيلاً ونصف جيل وقد تبلغ (150) سنة في بعض الحالات أي ما يعادل (خمسة أجيال)، ويؤثر طول مدة الانتقال ومعدل النمو تأثيراً مباشراً في تغير حجم السكان بين نهاية النظام التقليدي وحجمها في بداية النظام العصري، ويقاس هذا التغير بمؤشر يسمى (مضاعف الانتقال)وغالباً ما يكون مضاعف الانتقال اكثر من (2) ولكنه قد يصل الى (20)، وعندما يكون أكثر من (5) تكون مدة الانتقال قصيرة أي (اقل من قرن) ويحصل ما يعرف بـ (الانفجار الديموغرافي) وهو ما حصل بدول العالم الثالث منذ الحرب العالمية الثانية.